كارثة تشيرنوبل: "قدم الفيل" - أخطر كتلة إشعاعية في العالم
ما هي الغرفة الأخطر في العالم ولماذا تُعتبر كذلك؟
تُعرف الغرفة التي تحتوي على "قدم الفيل" بأنها من أخطر الأماكن على وجه الأرض. هذه الغرفة الملعونة تحتوي على كتلة إشعاعية هائلة تُعرف باسم "قدم الفيل"، وهي رمز للموت الأسود الذي خلفته كارثة تشيرنوبل النووية عام 1986.
عند وقوع الانفجار المدمر في المفاعل رقم 4 في محطة تشيرنوبل النووية في أبريل 1986، تسبب ذلك في انتشار إشعاعات قاتلة. في حين أعلن الاتحاد السوفيتي حينها عن وفاة 30 شخصًا فقط، إلا أن الحقيقة ظهرت لاحقًا بعد انهيار الاتحاد، حيث تشير التقديرات إلى أن أكثر من 90 ألف شخص لقوا حتفهم أو أصيبوا بالسرطان بسبب الإشعاعات القاتلة التي انتشرت في المنطقة.
ما هي "قدم الفيل" ولماذا تُعتبر قاتلة؟
"قدم الفيل" هي كتلة ضخمة تشكلت من الوقود النووي الذائب الممزوج بالخرسانة والرمل والزجاج. تتواجد هذه الكتلة في قبو المفاعل المدمر، وتبعث إشعاعات قوية تصل إلى 10,000 رينغتن في الساعة، وهي كمية تكفي لقتل إنسان خلال خمس دقائق فقط.
- أعراض التعرض للإشعاعات:
- بعد 30 ثانية: يبدأ الشعور بالدوار والإرهاق.
- بعد دقيقتين: يبدأ النزيف الداخلي.
- بعد أربع دقائق: تظهر أعراض القيء والإسهال.
- بعد خمس دقائق: يُحكم على الشخص بالموت في غضون يومين.
مدينة بريبيات: مدينة الأشباح
مدينة بريبيات، التي كانت سابقًا مسكنًا للعاملين في محطة تشيرنوبل، أصبحت مدينة أشباح مهجورة بعد الانفجار. تم إخلاء المدينة بشكل كامل بسبب التلوث الإشعاعي الذي لا يزال خطيرًا حتى اليوم.
تفاصيل الانفجار وكيفية حدوثه
حدثت الكارثة بسبب ارتفاع مفاجئ في الطاقة داخل المفاعل، مما أدى إلى انصهار الوقود النووي وتسربه إلى أسفل المفاعل. هذا التسرب شكل "قدم الفيل"، وهي الكتلة التي تشكلت من أعمدة التحكم الممزوجة بالخرسانة والزجاج.
إجراءات الاتحاد السوفيتي للحد من الكارثة
قام الاتحاد السوفيتي ببناء "التابوت"، وهو هيكل ضخم من الخرسانة والفولاذ تم تشييده حول المفاعل لمنع انتشار الإشعاعات. على الرغم من هذه الجهود، لا تزال هناك مواد مشعة شديدة الخطورة محبوسة داخل الهيكل، بما في ذلك 200 طن من الكوريوم و30 طنًا من الغبار الملوث.
الخطر المستمر بعد 30 عامًا
بالرغم من مرور عقود على الكارثة، لا تزال "قدم الفيل" تحتفظ بخطورتها. وإذا استمرت في اختراق الأرض ووصلت إلى المياه الجوفية، فقد يؤدي ذلك إلى تلوث إشعاعي واسع النطاق. ومن المدهش أن تأثير هذه الكتلة سيستمر لـ100,000 سنة، وهي المدة التي يتوقعها العلماء قبل أن تعود مدينة بريبيات آمنة للعيش مرة أخرى.
0 تعليقات