قصة وعبرة قصيرة الراعي والذئب

shams مايو 02, 2023 سبتمبر 11, 2024
للقراءة
كلمة
0 تعليق
نبذة عن المقال:
-A A +A

قصة وعبرة: الراعي والذئب



الراعي والذئب

مقدمة

القصص والحكايات الشعبية تحمل في طياتها دروسًا عميقة وعبرًا مؤثرة. من خلال تأملنا في هذه القصص، نجد فيها حكمًا قيمة تنير دروبنا وتوجهنا نحو التفكير العميق في معاني الحياة. إحدى هذه القصص القديمة هي قصة "الراعي والذئب" التي تروى على مر الأجيال، محملة بالحكمة والمعرفة التي تلامس واقعنا اليوم.

أحداث القصة

يحكى أنه كان هناك راعٍ يرعى الغنم في عهد سيدنا سليمان بن داوود عليهما السلام. وفي يوم من الأيام، ظهر له ذئب وطلب منه أن يعطيه نعجة من القطيع. فكان رد الراعي واضحًا: "الغنم لسيدنا سليمان بن داوود، وأنا مجرد حارس عليها." لكن الذئب أصر وقال: "اذهب إلى سيدنا سليمان واطلب منه أن يسمح لي بأخذ نعجة."

كان الراعي مترددًا، حيث خشي أن يترك القطيع فيتعرض لهجوم الذئب أثناء غيابه. لكن الذئب طمأنه قائلًا: "أنا سأحرس القطيع حتى تعود، وإذا خنتك، فليكن مصيري ومصير ذريتي عقابًا من الله."

عجائب الطريق

في طريقه إلى سيدنا سليمان، رأى الراعي العديد من الأمور الغريبة التي أثارت دهشته وفضوله. أول ما رآه كان بقرة ترضع من ابنتها، فقال في نفسه: "سبحان الله، لم أرى مثل هذا من قبل. سأسأل سيدي سليمان عن تفسيرها."

واصل الراعي سيره، وإذا به يرى جماعة من الناس يجلسون بملابس بالية، وبين أيديهم أكياس من الذهب. تساءل الراعي: "يا سبحان الله، كيف لهم أن يملكوا كل هذا الذهب وهم في فقر مدقع؟"

ثم، استمر في مسيرته حتى وصل إلى نبعة ماء جارية، لكنه عندما اقترب ليشرب، فوجئ برائحة كريهة تنبعث من الماء. تساءل الراعي مرة أخرى: "كيف لماء جارية أن تكون برائحة قذرة؟ سأسأل سيدنا سليمان عن هذا الأمر أيضًا."

تفسير سيدنا سليمان

عندما وصل الراعي إلى سيدنا سليمان، نقل له طلب الذئب، فأجابه سليمان: "اسمح له أن يأخذ نعجة ويختارها." ثم بدأ الراعي يسأل عن العجائب التي شاهدها في طريقه.

  • البقرة التي ترضع من ابنتها: أجاب سيدنا سليمان: "هذا سيحدث في آخر الزمان، حيث تجلب الأمهات البلاء لبناتهن سعياً للرزق، وسيكون بينهن من لا تراعي حدود الله."

  • الأشخاص الذين يمتلكون الذهب ويرتدون ملابس بالية: أوضح سيدنا سليمان: "هؤلاء لصوص وقطاع طرق، وكل مال يأتي من الحرام منزوع البركة، وفي آخر الزمان سيكثر المال الحرام وتقل القناعة."

  • الماء الجارية ذات الرائحة الكريهة: قال سيدنا سليمان: "هذه حال معظم أهل الدين في آخر الزمان، تراهم من بعيد بزي أهل الدين، ولكن عندما تقترب منهم تجدهم متعلقين بالدنيا والشهوات."

العبرة المستفادة

عاد الراعي إلى قطيعه ليجد الذئب يفي بوعده ويحرس الغنم. عندما أذن له بأخذ نعجة، اختار الذئب نعجة ضعيفة ومريضة كانت تقف جانبًا. فسأله الراعي عن سبب اختياره لهذه النعجة، فأجاب الذئب: "لأنها غافلة عن تسبيح ربها، ومن يغفل عن ذكر الله يكون في بلاء عظيم."

خاتمة

قصة الراعي والذئب تحمل في طياتها دروسًا عميقة وعبرًا تستحق التأمل. من خلال هذه القصة، نتعلم أن الحفاظ على ذكر الله هو أعظم وقاية من البلاء، وأن الحلال هو السبيل إلى البركة والسعادة. كما تذكرنا القصة بأهمية الأمانة والمسؤولية في أداء الواجبات.

تبقى القصص والحكايات وسيلة فعالة لنقل الحكمة والدروس عبر الأجيال. من خلال قصة الراعي والذئب، نتعلم أهمية الالتزام بالقيم والأخلاق، والابتعاد عن الحرام، والحرص على ذكر الله في جميع الأوقات.

شارك المقال لتنفع به غيرك

shams

الكاتب shams

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

0 تعليقات

8584683929828017397
https://www.shamsblog.com/