الفتنة تؤدي إلى القتل: قصة معبرة
في أحد الأيام، كانت مجموعة من الكلاب تبحث عن الطعام دون أن تجد شيئًا يأكلونه. اقترح أحدهم أن يفترقوا ليجدوا الطعام بسرعة أكبر، ثم يجتمعوا جميعًا عند الشجرة العجوز لتقاسم ما جمعوه. وافق الجميع على الفكرة وانطلقوا في اتجاهات مختلفة.
بينما كان أحد الكلاب يتجول وحيدًا، شعر بالخوف عندما رأى الأسد يقترب منه. أدرك الكلب أن حياته في خطر، وفكر في طريقة لإنقاذ نفسه. بدأ ينبح بصوت عالٍ لاستدعاء أصدقائه، لكنهم كانوا منشغلين في جمع الطعام ولم يسمعوه.
حينها خطرت للكلب فكرة ذكية، فالتقط عظمة من الأرض وبدأ يتحدث بصوت عالٍ: "ما أجمل لحم الأسود! أتمنى أن أجد أسدًا آخر لأصطاده وآكل لحمه اللذيذ". سمع الأسد هذه الكلمات واعتقد أن الكلب يصطاد الأسود، فهرب بسرعة خوفًا من أن يكون ضحيته التالية.
لكن كان هناك قرد يراقب كل ما حدث من أعلى الشجرة. فكر القرد في استغلال الموقف لكسب ود الأسد، فذهب إليه وأخبره بحقيقة الخدعة التي قام بها الكلب. غضب الأسد وقرر الانتقام من الكلب، وطلب من القرد أن يصعد على ظهره ليريه الطريق.
عندما رأى الكلب الأسد والقرد يقتربان منه، أدرك أن القرد قد أفشى سره. لذا، فكر بسرعة في خدعة أخرى لينجو بحياته. وبصوت عالٍ قال: "يالهو من قرد غبي! أرسلته منذ ساعة لإيقاع أسد آخر، لكنه تأخر. سأعاقبه عندما يعود".
سمع الأسد هذا الكلام وصدق أن القرد كان يخدعه. في غضبه، ألقى القرد عن ظهره وافترسه، ثم هرب من الكلب معتقدًا أنه كان يعمل مع القرد للإيقاع بالأسود.
الخلاصة:
تعلمنا هذه القصة أن الفتنة والوشاية يمكن أن تكون قاتلة. القرد الذي حاول استغلال الفتنة لتحقيق مصلحته انتهى به الأمر بأن يدفع الثمن بحياته. في المقابل، الكلب استخدم ذكاءه لإنقاذ نفسه، لكنه أيضًا أظهر كيف يمكن أن تؤدي الحيلة إلى هلاك الآخرين. الفتنة قد تبدو وسيلة لتحقيق مكاسب، لكنها غالبًا ما تنقلب على من يشعلها.
0 تعليقات