صانعة الخبز
قصة صانعة الخبز: الخير الذي تقدمه يعود إليك
يحكى أن هناك امرأة كانت تصنع الخبز لأسرتها كل يوم، وكانت تُعد رغيف خبز إضافي لعابر السبيل الجائع وتضعه على شرفة نافذتها. وفي كل يوم، كان يمر رجل فقير أحدب ويأخذ الرغيف دون أن يشكرها، بل كان يدمدم بعبارة واحدة: "الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك!"
استمرت المرأة في تقديم الخبز يوميًا، لكن عدم تقدير الرجل للأمر بدأ يزعجها. كانت تتساءل في نفسها: "ما الذي يقصده هذا الرجل بكلماته الغامضة؟" وفي يوم ما، قررت المرأة أن تتخلص من هذا الرجل الأحدب فوضعت السم في الرغيف الذي أعدته له. لكن قبل أن تضعه على النافذة، بدأت يداها ترتجفان وقررت أن تحرق الرغيف في النار. ثم صنعت رغيفًا جديدًا ووضعته على النافذة كعادتها.
في اليوم ذاته، جاء الأحدب وأخذ الرغيف وقال كلمته المعتادة: "الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك!" ثم انصرف، دون أن يعلم بالصراع الذي دار في ذهن المرأة.
في المساء، وبينما كانت المرأة تشتاق لابنها الغائب منذ سنوات ولم تتلقَّ منه أي خبر، فوجئت بطرق على الباب. وعندما فتحته، وجدت ابنها واقفًا على الباب، شاحبًا ومتعبًا، وملابسه ممزقة. قال لها ابنها: "لقد كانت معجزة أنني وصلت إلى هنا. كنت في طريقي وأشعر بالإعياء، وكدت أن أموت لولا مرور رجل أحدب أعطاني رغيف خبز كامل. قال لي إن هذا هو طعامه اليومي، لكنه قرر أن يعطيني إياه لأن حاجتي كانت أكبر."
عندما سمعت المرأة هذا الكلام، شحب وجهها وتذكرت الرغيف المسموم الذي كادت تقدمه للرجل الأحدب في الصباح. أدركت المرأة حينها أن الخير الذي كانت تقدمه قد عاد إليها، وأن كلمات الرجل لم تكن مجرد كلمات عابرة، بل حقيقة عميقة: "الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك!"
أهمية القصة:
هذه القصة تحمل في طياتها رسالة عظيمة عن قوة الخير وأن ما نقدمه من خير أو شر سيعود إلينا في النهاية. إنها دعوة للتفكير في أفعالنا تجاه الآخرين، والتأكيد على أن العطاء والنية الطيبة دائماً ما تأتي بثمارها الطيبة.
0 تعليقات