القصة: الكلب والجزار
في أحد الأيام، كان هناك جزار يقف داخل محله عندما لاحظ كلبًا صغيرًا يدخل. فورًا طرده، ولكن بعد فترة وجيزة عاد الكلب مرة أخرى. استاء الجزار منه ونهره، ولكن هذه المرة فوجئ بشيء غير متوقع. كان الكلب يحمل في فمه ورقة صغيرة مكتوب عليها طلب محدد: "لو تكرمت، أريد فخذا من اللحم و12 قطعة من النقانق"، بالإضافة إلى المبلغ المطلوب لشراء هذه الأشياء. دهش الجزار مما رآه، لكنه استجاب للطلب ووضع اللحم في كيس وربطه في فم الكلب.
وقرر الجزار متابعة هذا الكلب العجيب بعد أن أغلق محله. شاهد الكلب يتصرف بذكاء خارق؛ كلما وصل إلى إشارة عبور، كان يضع الكيس أرضًا ويضغط على زر الإشارة بفمه، منتظرًا حتى تتحول الإشارة إلى اللون الأخضر ليعبر. وبعد ذلك، وصل الكلب إلى محطة للحافلات، وانتظر حتى وصلت الحافلة، ثم قفز إليها. لحق الجزار به وجلس بالقرب منه. وعندما جاء موظف جمع التذاكر، أشار الكلب إلى تذكرة معلقة في رقبته، مما أثار دهشة الموظف والركاب جميعًا.
عند اقتراب الحافلة من المحطة التي يقصدها الكلب، توجه الأخير إلى السائق وأشار بذيله ليخبره بالتوقف. بعد أن نزل الكلب، توجه نحو منزل قريب وحاول فتح الباب، لكنه كان مغلقًا. عندها بدأ يطرق النافذة برأسه. في هذه الأثناء، ظهر رجل ضخم من داخل المنزل وبدأ بالصراخ والشتم على الكلب، بل وركله بشدة. أصيب الجزار بالدهشة من هذا التصرف القاسي، فتدخل وقال: "اتقِ الله في هذا الكلب، إنه ذكي جدًا! لو علمت وسائل الإعلام عنه، لتصدر الأخبار."
لكن الرجل أجاب بامتعاض: "هذا الكلب ليس ذكيًا بل غبي، فقد نسي مفاتيح المنزل للمرة الثانية هذا الأسبوع."
الخلاصة والعبرة:
هذه القصة تعكس واقعًا مريرًا في حياة الكثيرين؛ حيث يعمل البعض بجد واجتهاد ويقدمون أفضل ما لديهم في سبيل إسعاد الآخرين، ولكنهم لا يجدون التقدير المناسب، بل ربما يُلامون على أخطائهم الصغيرة دون النظر إلى جهودهم الكبيرة. لذا، من المهم أن نتعلم تقدير الجهود والاعتراف بمساهمات الآخرين حتى لو كانت هناك بعض الهفوات.
0 تعليقات