قصة مثل (وعند جهينة الخبر اليقين)

قصة المثل "عند جهينة الخبر اليقين"

يرتبط هذا المثل بقصة فاتك يُدعى "الحصين"، كان قاطع طريق شرسًا يهاجم المسافرين ويسلب أموالهم بعد قتلهم. وفي أحد الأيام، التقى الحصين برجل آخر يشبهه في الفتك والشراسة يُدعى "الأخنس الجهني". اتفق الاثنان على أن يرافق كل منهما الآخر في قطع الطريق والسرقة، وتعاهدا على عدم الغدر ببعضهما.

وذات يوم، علما أن رجلًا قد خرج من عند الأمير محملاً بالهدايا والجوائز. قررا التربص به وانتظار اللحظة المناسبة للهجوم عليه. وعندما وجداه مستظلًا تحت شجرة، اقتربا منه ودعاهما الرجل لتناول الطعام معه. جلسا وأكلا معه، ثم ذهب الأخنس لقضاء حاجته.

عند عودة الأخنس، وجد صاحبه الحصين واقفًا وسيفه يقطر دمًا، والرجل الذي كان ضيفهما ميتًا غارقًا في دمه. استشاط الأخنس غضبًا ولام الحصين على غدره بالرجل الذي أكرمهما، لكن الحصين أجاب ببرود: "اقعد نتم طعامنا، والله ما خرجنا إلا لمثل هذا".

رغم غضب الأخنس، أظهر الرضا وأكمل طعامه، ولكنه في قلبه كان قد قرر أن ينتقم لصاحبه. وعندما وجد الفرصة المناسبة، باغت الحصين وقتله بسيفه. سلب الأخنس المتاع الذي كان للرجل القتيل ومضى في سبيله مستمرًا في أعماله اللصوصية.

بعد فترة، بدأ أهل الحصين يبحثون عنه بعدما غاب عنهم فترة طويلة، وربما شعروا بالارتياح لغيابه. لكن أخته كانت مختلفة، فقد كانت تسأل الناس في الأسواق عن أخيها. وفي إحدى المرات، صادف الأخنس الجهني أخت الحصين وهي تسأل عنه، وعندما سمعها، مضى في طريقه وهو يقول: "تسائل عن أخيها كل ركب، وعند جهينة الخبر اليقين."

ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا القول مثلًا شهيرًا عند العرب يُستخدم للإشارة إلى الشخص الذي يمتلك المعلومات الحقيقية والموثوقة.

الخلاصة

المثل "عند جهينة الخبر اليقين" يُستخدم للتعبير عن أن الشخص المعني هو من يمتلك المعلومات المؤكدة والصحيحة. القصة تبرز أهمية الحذر من الثقة العمياء في الأشخاص، خاصة في المواقف التي تتطلب الأمانة والشرف.