قصة المثل "الموضوع فيه إنّ"

shams سبتمبر 02, 2022 سبتمبر 11, 2024
للقراءة
كلمة
0 تعليق
نبذة عن المقال: قصة المثل "الموضوع فيه إنّ"
-A A +A

قصة المثل "الموضوع فيه إنّ"



قصة المثل "الموضوع فيه إنّ"

المثل الشعبي "الموضوع فيه إنّ" هو تعبير يُستخدم للإشارة إلى أن هناك أمرًا مريبًا أو غموضًا في موضوع ما. ورغم أن المثل قد يبدو بسيطًا في معناه، إلا أن وراءه قصة تاريخية تعكس ذكاء وحذرًا شديدين.

قصة المثل

كان في مدينة حلب أميرٌ ذكيٌ وشجاع يُدعى علي بن مُنقِذ، وكان تابعًا للملك محمود بن مرداس. نشب خلاف بين الملك والأمير، وفطن الأمير إلى أن الملك ينوي الغدر به وقتله، فهرب من حلب إلى دمشق.

أراد الملك استدراج الأمير للعودة إلى حلب ليتمكن من قتله، فأمر كاتبه بكتابة رسالة إلى الأمير علي بن مُنقِذ يطمئنه فيها ويدعوه للعودة. الكاتب، الذي كان رجلًا ذكيًا وذا بصيرة، شعر بنية الملك الغادرة، ولكنه لم يستطع أن يخبر الأمير مباشرة.

فكتب الرسالة بشكل عادي، لكنه أنهى الرسالة بعبارة "إنَّ شاء اللهُ تعالى" مع تشديد النون بشكل لافت. عندما قرأ الأمير الرسالة، استغرب من هذا الخطأ غير المعتاد من الكاتب المعروف بمهارته. أدرك الأمير فورًا أن الكاتب يحاول تحذيره من شيء ما.

استدعى الأمير ذاكرته إلى آية في القرآن الكريم، حيث يقول الله تعالى: "إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ"، ففهم أن الكاتب يحذره من مؤامرة تدبر ضده.

رد الأمير برسالة عادية شكر فيها الملك على أفضاله، لكنه ختمها بعبارة: "أنّا الخادمُ المُقِرُّ بالإنعام"، مع تشديد النون. عندما قرأ الكاتب الرسالة، فطن إلى أن الأمير قد فهم تحذيره المبطن، وأنه يرد عليه بقوله تعالى: "إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا"، مما يعني أن الأمير لن يعود إلى حلب ما دام الملك الغادر هناك.

ومنذ تلك الحادثة، أصبح الناس يستخدمون عبارة "الموضوع فيه إنّ" للإشارة إلى وجود شك أو غموض في أمر ما.

الخلاصة

المثل "الموضوع فيه إنّ" يعكس الذكاء والحذر في التعامل مع المواقف الغامضة. كما يبرز أهمية الفطنة والوعي في التعامل مع الأمور التي قد تبدو عادية على السطح، لكنها تحمل في طياتها إشارات خفية.

شارك المقال لتنفع به غيرك

shams

الكاتب shams

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

0 تعليقات

8584683929828017397
https://www.shamsblog.com/