قصة مؤثرة: القهوة المالحة
كان يراها تسير يوميًا، يتابع خطواتها عن بُعد لكنه لم يجرؤ على التحدث إليها. سأل عنها وعن أهلها، وازداد إعجابه بها بسبب أخلاقها العالية. كان شابًا عاديًا لا يلفت الانتباه، لكنه قرر التقدم إليها وخطبها من والديها. فرح كثيرًا لأنه على وشك بناء بيت وأسرة.
في أحد الأيام، دعاها للخروج وتناول فنجان من القهوة معًا. جلسا في مطعم هادئ وجميل، لكن الشاب كان مضطربًا للغاية ولم يتمكن من بدء الحديث. شعرت الفتاة بتوتره، لكنها لم تسأله عن السبب بل اكتفت بالابتسام له كلما التقت أعينهما.
فجأة، طلب من الجرسون أن يجلب له بعض الملح ليضعه في قهوته. استغربت الفتاة طلبه، لكنها لم تعلق. وضع الملح في القهوة وشربها. عندما سألته عن سبب وضع الملح في القهوة، أجاب:
"عندما كنت صغيرًا، كنت أعيش بالقرب من البحر، وأحببت طعم ملوحته. القهوة المالحة تذكرني بطفولتي، ببلدي، وبوالديّ اللذين تحملا الكثير من أجلي. رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته."
امتلأت عينا الفتاة بالدموع من شدة التأثر بكلامه ووفائه لوالديه. شعرت بسعادة كبيرة لأنها وجدت في هذا الشاب الحنون رفيق حياتها، وشكرت الله على هذا النصيب الطيب.
مرت الأيام، وتزوجا وعاشا معًا حياة مليئة بالحب والوفاء. استمرت الفتاة في تحضير القهوة المالحة له، معتقدة أنها كانت مشروبه المفضل. بعد أربعين عامًا من الزواج، أنجبا ستة أبناء ناجحين في مجالات مختلفة.
لكن في يوم ما، توفي الزوج تاركًا وراءه رسالة مؤثرة لزوجته. كتب فيها:
"سامحيني يا أم فلان، لقد كذبت عليك مرة واحدة فقط... القهوة المالحة. أتذكرين أول لقاء لنا؟ كنت مضطربًا وطلبت الملح بدلًا من السكر. خجلت من تصحيح خطئي واستمررت في شرب القهوة المالحة طوال حياتي. لم أحب طعمها أبدًا، لكنه لم يكن مهمًا لأنني كنت معك. لو أتيحت لي فرصة حياة أخرى، كنت سأختارك مجددًا حتى لو اضطررت لشرب القهوة المالحة مرة أخرى. إني أرجو أن يجمعني الله بك في جناته."
ذرفت الزوجة دموعًا غزيرة بعد قراءة الرسالة، وفهمت أن الحب الحقيقي يضحي بكل شيء من أجل الآخر.
القهوة المالحة: رمز للحب والتضحية
القصة تعكس مدى التضحية والحب الذي قد يقدمه الشخص لمن يحب. القهوة المالحة أصبحت رمزًا لتلك الذكريات الجميلة، ولذا فإنها على قلب الزوجة أطيب من السكر، لأنها تحمل ذكرى حب حياتها.
0 تعليقات