قصة المثل "لا يُصلح العطّار ما أفسده الدّهر"
المثل "لا يُصلح العطّار ما أفسده الدّهر" له قصة تروى في كتب الأدب والتراث، منها "العقد الفريد" لابن عبد ربه و"الكامل في اللغة والأدب" لابن المبرد و"الإعجاز والإيجاز" للثعالبي. تعود القصة إلى رجل يُدعى "أبو العاج الكلبي"، الذي كان متزوجًا من امرأة جميلة للغاية. ومع مرور السنين، تغيرت ملامح زوجته وذهب جمالها، وأصبح أبو العاج لا يلتفت إليها ولا يعيرها اهتمامه كما كان يفعل عندما كانت شابة وجميلة.
شعرت الزوجة بالأسى والحزن بسبب تغير حالها، وقررت الذهاب إلى عطار قريب من منزلها، شكت له حالها وطلبت منه مساعدة. فأخبرها العطار بأنه يمتلك دواءً يعيد إليها شبابها وجمالها، فصدّقته المرأة المسكينة وعقدت الأمل على هذا الدواء الوهمي. ومع مرور الوقت، بدأ العطار يبتزها ويأخذ منها المال دون أن يتحسن حالها.
لاحظ زوجها أبو العاج تلك الزيارات المتكررة للعطار، واكتشف أن زوجته تحاول استعادة جمالها المفقود عن طريق العطار. فوقف عليها يومًا وقال لها في قصيدة ساخرة:
عجوز ترجى أن تكون صبية وقد شاب منها الرأس وَاحدودَبَ الظهر تدس إلى العطار ميرة أهلها وهل يصلح العطار ما أفسده الدهر
أدركت الزوجة أن محاولاتها لاستعادة شبابها كانت عبثًا، وردت عليه غاضبة، وقالت:
عدمت الشيوخ وأشباههم وذلك من بعض أفعاله ترى زوجة الشيخ مغبرة وتمسي بصحبته بالية
ثم اقترب منها ليضربها، لكنها صاحت مستنجدة بالنساء من حولها. اجتمعن النسوة وضربن أبا العاج ضربًا مبرحًا.
الخلاصة
المثل "لا يُصلح العطّار ما أفسده الدّهر" يُستخدم للإشارة إلى أن بعض الأشياء، خاصة تلك التي يفسدها الزمن، لا يمكن إصلاحها أو استعادتها كما كانت. القصة تعكس محاولات الإنسان اليائسة لمقاومة تأثير الزمن، وتوضح أن بعض الأمور لا يمكن استعادتها بمجرد الاعتماد على الأوهام أو الحيل.
0 تعليقات