قصة وعبرة: لا تحكم على الناس من الظاهر
كان هناك خياط عجوز يعيش في قرية صغيرة، وكان معروفًا بخياطة ملابس غاية في الجمال ويبيعها بأسعار جيدة. في يوم من الأيام، جاء إليه فقير من أهل القرية وقال له: "أنت تكسب مالًا كثيرًا من أعمالك، لماذا لا تساعد الفقراء في القرية؟! انظر إلى جزار القرية الذي لا يملك مالًا كثيرًا، ومع ذلك يوزّع كل يوم قطعًا من اللحم المجانية على الفقراء."
لم يرد الخياط على الفقير، واكتفى بابتسامة هادئة. خرج الفقير منزعجًا من عند الخياط وأشاع في القرية بأن الخياط ثري ولكنه بخيل. بدأت الشائعات تنتشر، وسرعان ما أصبح أهل القرية ينقمون على الخياط ويتهمونه بالبخل.
مرّت الأيام ومرض الخياط العجوز، لكن لم يعره أحد من أبناء القرية اهتمامًا، وظل وحيدًا حتى مات. بعد وفاته، لاحظ أهل القرية أن الجزار لم يعد يوزع اللحم المجاني على الفقراء. عندما سألوه عن السبب، قال الجزار: "الخياط العجوز كان يعطيني كل شهر مبلغًا من المال لأرسل اللحم للفقراء. ولكن بعد موته، لم يعد بإمكاني الاستمرار في ذلك."
عندها، أدرك أهل القرية الحقيقة وصدموا عندما علموا أن الخياط العجوز كان يساعد الفقراء في السر دون أن يظهر ذلك للناس.
العبرة من القصة
هذه القصة تعلمنا أن لا نحكم على الناس من ظاهرهم، فقد تكون هناك أمور خفية لا نعلمها تجعل من حكمنا عليهم غير عادل. قد يسيء البعض الظن بك أو قد يظنك آخرون أكثر طهارة من ماء الغمام، لكن في النهاية، ما يهم هو حقيقتك وما يعلمه الله عنك. يجب أن نتجنب التسرع في الحكم على الآخرين بناءً على ما نراه فقط، فالحقيقة قد تكون مختلفة تمامًا.
0 تعليقات