أشرس انتقام لامرأة عاشقة في التاريخ: قصة الأميرة أولجا
تُعد قصة الأميرة أولجا من كييف واحدة من أكثر قصص الانتقام قسوة في تاريخ البشرية. وقعت الأحداث في عام 945 م، عندما اغتيل زوجها الأمير إيغور روريك بطريقة وحشية على يد قبيلة الدريفليان، وهي قبيلة عاشت في شرق أوروبا.
اغتيال الأمير إيغور
تم اغتيال الأمير إيغور روريك بطريقة وحشية عندما قبض عليه أفراد قبيلة الدريفليان، حيث قاموا بثني شجرتين حتى تقابلتا، ثم ربطوا جسده بينهما، وعندما أفلتوا الشجرتين، انشطر جسده نصفين وتناثرت دماؤه. كان هدف القبيلة من قتله هو السيطرة على كييف والعرش الذي كان يحكمه.
بداية الانتقام
بعد وفاة زوجها، تولت الأميرة أولجا الحكم بدلاً منه. حاولت قبيلة الدريفليان استغلال الموقف فأرسلوا وفداً من أفضل رجالهم لإقناعها بالزواج من أميرهم، الذي كان يطمح للسيطرة على كييف وليس لأنه كان معجبًا بها.
لكن أولجا كانت تفكر في الانتقام. فأمرت بدفن هؤلاء الرسل أحياء دون تردد. لم يتوقف انتقامها هنا، بل أرسلت رسالة إلى الأمير مال، زعيم قبيلة الدريفليان، تخبره بأنها وافقت على الزواج منه، وادعت أنها احتجزت أفضل رجاله لتجولهم بين شعبها تمهيدًا للزواج.
استمرار الانتقام
أرسل الأمير مال مجموعة أخرى من رجاله إلى كييف. عندما وصلوا، رحبت بهم أولجا بظاهريًا وأكرمتهم، ثم حبستهم في قلعتها وأحرقتهم أحياء.
لكن أولجا لم تتوقف هنا. نظمت عزاءً مهيبًا لزوجها الراحل، ودعت فيه الكثير من جنود الدريفليان. عندما حضر الجنود، أمرت أولجا جنودها بالانقضاض عليهم وقتلهم جميعًا. في تلك الليلة، ذُبح حوالي 5000 جندي دريفلياني.
الهجوم النهائي
بعد أن قضت على أفضل رجال الدريفليان، قررت أولجا القضاء على القبيلة بأكملها. قادت جيشها إلى الدريفليان وحاصرت مدينتهم. وأثناء الحصار، توسل أهل المدينة إليها لتتركهم أحياء وعرضوا عليها إنتاجهم من العسل كفدية.
قررت أولجا قبول عرضهم بشرط غريب؛ طلبت منهم أن يقدموا لها ثلاثة من طيور الحمام من كل منزل. اندهش أهل الدريفليان من هذا الطلب البسيط ووافقوا عليه.
النهاية المأساوية لقبيلة الدريفليان
بعد أن سلمها أهل الدريفليان الطيور، أمرت أولجا جنودها بربط قطعة قماش مشتعلة مغطاة بمادة الكبريت بأقدام الطيور. أطلقت الطيور، فعادت إلى أعشاشها في بيوت المزارعين، مما أشعل النار في المدينة بأكملها.
بينما كانت المدينة تحترق، أمرت أولجا جنودها بالقبض على من حاول الهرب. قُتل بعضهم، بينما أُسر الآخرون وأصبحوا عبيدًا.
بهذا الانتقام الوحشي، قضت أولجا على قبيلة الدريفليان بأكملها، وأثبتت أنها لن تتسامح مع من قتل زوجها الذي عشقته.
العبرة من القصة
قصة الأميرة أولجا تبرز قوة الحب والولاء وتحولها إلى قوة مدمرة عندما يتم خيانتها. تُظهر القصة كيف يمكن للانتقام أن يتجاوز الحدود التقليدية ليصبح أحد أشد الأفعال وحشية في التاريخ.
0 تعليقات