قصة مسؤول الاباريق (عبرة)

"لا تكن كــ سلطان الأباريق"

تحكي القصة عن رجل كان يعمل مشرفًا على الأباريق في حمام عمومي، وكانت وظيفته هي التأكد من أن الأباريق مليئة بالماء ليتسنى للزبائن استخدامها. ذات يوم، جاء شخص مستعجل وأخذ أحد الأباريق بسرعة لدخول الحمام. فصرخ به مسؤول الأباريق وأمره بالعودة إليه. وعندما عاد الشخص، أمره مسؤول الأباريق بأن يترك الإبريق الذي في يده ويأخذ إبريقًا آخر من جانبه. امتثل الشخص للأمر وأخذ الإبريق الآخر، ثم مضى إلى الحمام.

عندما عاد الشخص ليسلم الإبريق، سأل مسؤول الأباريق عن سبب أمره بالعودة وأخذ إبريق آخر مع أنه لا فرق بينهما. أجابه مسؤول الأباريق بتعجب: "إذن ما عملي هنا؟"

هذا الرجل، المعروف بـ "سلطان الأباريق"، كان يريد أن يشعر بأهميته من خلال التحكم والقيادة، حتى وإن لم تكن هناك حاجة حقيقية لذلك. أراد أن يظهر أنه يملك القدرة على الأمر والنهي، بغض النظر عن بساطة وظيفته.

المغزى من القصة

"سلطان الأباريق" هو رمز للأشخاص الذين يستغلون مناصبهم أو سلطاتهم لفرض نفوذهم على الآخرين، حتى وإن لم تكن هناك حاجة حقيقية لذلك. تجد هؤلاء الأشخاص في كل مكان: في الوزارات، في المؤسسات، في الجامعات، وحتى في الأماكن العامة. إنهم يعقدون الأمور ويزيدونها تعقيدًا فقط ليشعروا بأهميتهم.

قد يكون هذا الشخص هو الذي يؤخر معاملاتك بدون سبب، أو يضيف تعقيدات غير ضرورية فقط ليشعر بأنه ذو سلطة. هؤلاء الناس غالبًا ما يعانون من عقدة الشعور بالأهمية ومركب النقص الذي يدفعهم إلى التحكم في الآخرين.

دعوة للتبسيط والرفق

القصة هي دعوة لتبسيط الأمور وتسهيل الإجراءات، والتخلص من عقلية "سلطان الأباريق". إن الرفق واللين هما من شيم الأقوياء، وليس الضعفاء. في الحديث الشريف: "اللهم من رفق بأمتي فارفق به ومن شق على أمتي فشق عليه." إنها دعوة لأن نكون أكثر رحمة ورفقًا في تعاملنا مع الناس، وأن نبتعد عن التعقيد والتجهم.

الخلاصة

لنكن جميعًا أكثر تسامحًا ورفقًا في تعاملاتنا اليومية، ولنبتعد عن تعقيد الأمور لفرض سلطتنا. علينا أن نتذكر أن الكراسي لا تصنع الرجال، وأن القوة الحقيقية تكمن في القدرة على الرفق وتيسير الأمور للناس.