البرمجيات الإعلانية مسبقة التثبيت على الهواتف: خطر متزايد على الخصوصية والأمن
في تقرير حديث أعدته شركة «كاسبرسكي» المتخصصة في الأمن الإلكتروني، تم الكشف عن مخاطر كبيرة ناجمة عن البرمجيات الإعلانية الخبيثة التي تأتي مسبقة التثبيت على الهواتف المحمولة. أظهرت نتائج التحليل أن 14.8% من مستخدمي الحلول الأمنية الذين تعرضوا لهجمات برمجيات خبيثة أو إعلانية عانوا من إصابة في "قسم النظام" للهواتف. وهذه الإصابة تجعل الملفات الضارة غير قابلة للحذف، مما يزيد من تعقيد عملية حماية الأجهزة المتأثرة.
تفاصيل الإصابات الأمنية
وفقًا للتقرير، لم يكن الخطر مقتصرًا على البرمجيات الخبيثة التي يتم تحميلها لاحقًا عبر التطبيقات، بل كانت التطبيقات الأساسية مسبقة التثبيت تحتوي على نسبة خطيرة من البرمجيات الضارة. وأشارت التحليلات إلى أن نسبة الخطر قد تراوحت بين 1% و5% في الأجهزة ذات التكلفة المنخفضة، فيما قد تصل النسبة إلى 27% في الحالات القصوى، اعتمادًا على العلامة التجارية والنموذج.
مخاطر إصابة "قسم النظام"
تكمن خطورة إصابة "قسم النظام" في عدم قدرة الحلول الأمنية التقليدية على الوصول إلى ملفات النظام المحمية، مما يجعل من المستحيل إزالة البرامج الضارة بشكل تقليدي. ولأن هذا النوع من الهجمات يترك الملفات الخبيثة ضمن النظام الأساسي للجهاز، فإن المستخدمين يبقون عرضة للمزيد من الهجمات أو الاختراقات الإضافية. كما أن البرمجيات الإعلانية التي تصمم لعرض إعلانات متطفلة تستفيد بشكل كبير من هذه الثغرات، مما يجعل الأجهزة المصابة غير قابلة للاستخدام بشكل طبيعي.
البرمجيات الإعلانية: تهديد متزايد
البرمجيات الإعلانية (Adware) هي نوع من البرمجيات التي تُستخدم لعرض إعلانات متطفلة على المستخدمين دون إذنهم. وبينما قد تبدو بعض هذه البرمجيات غير ضارة لأنها "مجرد" إعلانات، فإن الكثير منها يمكن أن يكون وسيلة لنقل برمجيات خبيثة أخرى إلى الجهاز أو مراقبة سلوك المستخدمين. وفي حالات الإصابة بـ "قسم النظام"، تكون هذه البرمجيات جزءًا من النظام الأساسي للجهاز، مما يعزز من استدامتها وصعوبة إزالتها.
أسباب انتشار البرمجيات الخبيثة والإعلانية
هناك عدة عوامل ساعدت على انتشار البرمجيات الخبيثة والإعلانية على الهواتف المحمولة، من بينها:
أجهزة التكلفة المنخفضة: غالبًا ما تأتي الأجهزة الرخيصة بتطبيقات مسبقة التثبيت تحتوي على برمجيات إعلانية أو خبيثة، إذ تحاول الشركات المصنعة تقليل التكاليف من خلال شراكات مع مطوري التطبيقات أو الشركات الإعلانية.
عدم وجود رقابة كافية: في بعض الحالات، لا تخضع التطبيقات التي يتم تثبيتها مسبقًا على الأجهزة لعمليات فحص أمني دقيقة، مما يسمح بتمرير برمجيات ضارة إلى المستخدمين.
الاعتماد المتزايد على الإعلانات: تعتمد بعض الشركات على البرمجيات الإعلانية كمصدر أساسي للإيرادات، وهذا يدفعها لعدم أخذ الاعتبارات الأمنية في الحسبان عند تثبيت هذه البرمجيات.
كيفية حماية المستخدمين أنفسهم
من المهم أن يتخذ المستخدمون تدابير لحماية أجهزتهم من هذه البرمجيات الضارة، خاصةً عندما تكون الملفات الخبيثة جزءًا من النظام الأساسي للهاتف. تشمل الإجراءات الوقائية:
اختيار أجهزة من شركات موثوقة: يُنصح دائمًا بشراء الهواتف المحمولة من شركات ذات سمعة جيدة فيما يتعلق بالأمان الإلكتروني. الهواتف ذات التكلفة المنخفضة قد تبدو جذابة، ولكنها قد تكون أكثر عرضة للبرمجيات الخبيثة.
استخدام حلول أمنية قوية: من الضروري تثبيت برامج مكافحة الفيروسات وحلول الأمان التي تتيح إمكانية الكشف عن البرمجيات الخبيثة والإعلانية.
التحديثات المستمرة: التحديثات الدورية لنظام التشغيل تساعد في سد الثغرات الأمنية التي قد تستغلها البرمجيات الخبيثة. تأكد من تحديث جهازك بانتظام.
التحقق من التطبيقات مسبقة التثبيت: إذا اكتشف المستخدمون أن هناك تطبيقات غير ضرورية أو مريبة على أجهزتهم، يجب عليهم محاولة تعطيلها أو إزالتها إن أمكن.
حالات مشابهة ونتائج عالمية
التقرير الذي نشرته «كاسبرسكي» يعكس توجهًا عالميًا متزايدًا في التحذير من خطورة البرمجيات الخبيثة والإعلانية على الهواتف المحمولة. في تقرير صادر عن منظمة الأمن السيبراني الأوروبية (ENISA)، تم تسليط الضوء على النمو السريع في الهجمات السيبرانية ضد الأجهزة المحمولة، مشيرين إلى أن البرمجيات الإعلانية والفيروسات الموجهة إلى الهواتف الذكية أصبحت من أكبر التهديدات.
كما أشارت دراسة أخرى أُجريت في الولايات المتحدة إلى أن حوالي 20% من الأجهزة الذكية المعروضة بأسعار مخفضة تحتوي على برمجيات مسبقة التثبيت تشكل خطراً محتملاً على البيانات الشخصية للمستخدمين.
الخلاصة
تزايد اعتمادنا على الهواتف الذكية يجعل من الأهمية بمكان اتخاذ تدابير لحمايتها من الهجمات الإلكترونية. البرمجيات الإعلانية والخبيثة مسبقة التثبيت تمثل تهديدًا كبيرًا، خاصة عندما تصيب "قسم النظام" في الأجهزة، مما يجعل إزالتها أمرًا صعبًا. لضمان حماية البيانات الشخصية والحفاظ على أداء الهاتف، يجب أن يحرص المستخدمون على شراء أجهزة من علامات تجارية موثوقة، وتحديث أنظمة التشغيل بانتظام، وتثبيت برامج أمان فعالة.
المصادر:
- تقرير "كاسبرسكي" للأمن الإلكتروني، 2023
- تقرير منظمة الأمن السيبراني الأوروبية (ENISA), 2023
- دراسة حول البرمجيات الخبيثة في الأجهزة الذكية، الولايات المتحدة، 2022
0 تعليقات