تلخيص كتاب: ممارسة قوة الآن
إكهارت تول
التعاليم والتأملات والتمارين الأساسية من كتاب " قوة الآن "
دار الخيال 2011 لبنان, التبلخيص بواسطة ماجد علي المزين
---------------------------------
- الجوهر هو الجزء الأعمق من ذاتك, وليس بالعقل تستطيع أن تبحث عنه, إنما ب "التنور" تستطيع استعادة الوعي بالجوهر.
- التنور هو إحساسك الطبيعي بأنك متوحد بالجوهر, والجوهر هو أنت, وعدم الشعور بهذا التلاحم يزرع برأسك وهما هو: أنك جزء معزول عن كل ما يحيط بك, وتبدأ بالشعور بالخوف من الصراعات اليومية.
- عدم القدرة على التوقف عن التفكير هو استمرار للعقل في عملية تشويش, تحول دون اكتشافك لذاك العالم من الهدوء الداخلي غير المنفصل عن الجوهر وشعورك بالخوف.
- إصغاؤك لعقلك يعيق إقامة علاقات حقيقية لأنها تعيق وتخلق نزاعا مخفيا بينك وبين ذاتك, وبينك وبين من يحيطون بك.
- العقل أداة وليس ذاتك, وهو يستولي عليك, عندما تدرك أن مراقبة وجودك وهو كينونتك, وعندما تبدأ بمراقبة المفكر – العقل يرتفع مستوى وعيك بكثير, وستبدأ بالإدراك أن أفكارك نتاج هذا الأداة العقل, بينما الأشياء ذات الأسس الحقيقية مثل الجمال – الحب – الفرح – السلام الداخلي ليست نتاج العقل بل نتيجة الوعي.
• تحرير الذات من العقل
- تحرير نفسك من عقلك هذا هو التحرر الحقيقي.
- أصغي إلى الأشرطة الصوتية التي يتردد صداها في راسك وكأنك شاهد عليها " مراقبة المفكر ", عندما تفعل ذلك بتجرد, لا تصدر إحكاما ولا تنزعج مما سمعت, أصغي وراقب, واهتم بكونك شاهدا على هذه الفكرة, وهكذا يكتسب الوعي بعدا جديداً.
- وأنت تصغي إلى الفكرة تشعر بحضور الوعي في أعمق أعماق ذاتك, وهكذا تفقد الأفكار سيطرتها عليك, وسرعان ما تهمد لأنك ببساطة لم تسمح للعقل أن ينشط فتوقف عن التفكير, وهي بداية نهاية التفكير ألا أرادي.
- يبدأ الأمر على أنه ثوان معدودات ثم يتسع, ومع حدوث هذه الحالات – حالات ألا عقل – ستشعر بهدوء معين, وبالراحة داخل ذاتك, وهي بداية وضعك الطبيعي بالإحساس بأنك والجوهر واحد وهو ما يرفضه العقل.
- هذه الممارسة ستزيد من الشعور بالهدوء والراحة النفسية, وفيض من الفرح والغبطة ينبثق من أعماق وجودك بما فيه فرح الجوهر.
- ستصبح أكثر وعيا, وكلما انغمست أكثر في هذه الحالات ألا عقل اقتربت من حالة صفاء الوعي, عندها تشعر أنك حاضر بقوة وفرح وغبطة روحية.
- تستطيع زيادة تركيزك أو تركيز اهتمامك على " الآن " وإدراك اللحظات التي أنت فيها, في هذه الحالة تفصل بين وعيك ونشاطك العقلي, وتخلق فجوة ألا عقل فهذا يجعلك أكثر وعيا وإدراكا, وهذا هو لب التأمل.
- ركز بشدة على أي نشاط تقوم به, مثلا في رياضة المشي ركز على خطواتك وأحاسيسك وتنفسك, وغيرها من التفاصيل.
• الآنا
- في الآنا لا وجود للحظات الحاضر, وحدهم الماضي والمستقبل, تبقي الماضي حيا ولا وجود للحاضر, حتى لو أبدت الآنا بعض الاهتمام بالحاضر, هو حاضر آخر وليس المعاش, لأنها تنظر إليه من خلال عيون الماضي, أو كمنطلق للمستقبل.
- " التنور " هو الارتقاء إلى ما فوق التفكير, ولا مانع من اللجوء للعقل المفكر عندما تدعو الحاجة مثلا إلى استغلاله لأهداف عملية, إنما بشكل أكثر فعالية.
- التفكير الإبداعي هو التأرجح بين دقيقة وأخرى, بين التفكير والهدوء, بين العقل وألا عقل, هنا تمتلك الأفكار قوة حقيقية ويمكن التفكير الإبداعي, أما الأفكار وحدها دون التواصل مع الوعي سرعان ما تتحول إلى امرأة عاقر, أو جنون, أو أداة للتدمير.
- الانفعال رد فعل الجسد تجاه العقل, أو انعكاس العقل على الجسد, فإذا كنت غير قادر على الإحساس بانفعالاتك أو تحدث قطيعة معها فسوف تختبرها على المستوى الجسدي كعوارض جسدية ومشكلة.
- إذا كنت تريد معرفة العقل فالجسد هو انعكاسه الحقيقي, فإذا وجدت تضارب بينهما, فالفكر سيكون الكذب والعاطفة هي الحقيقة.
• مراقبة هذا الانفصال يجعل الأمور تتغير, فلا يكون الانفعال مسيطرا عليك عندما تصبح الشاهد والمراقب, فاسأل نفسك ما لذي يجري في داخلي في هذه اللحظة راقب فقط.
• أصل الخوف
- عندما تصيبك: الاضطرابات, القلق, الأرق, التوتر, يأتي ذلك من خوف من شيء قد يحدث ولم يحدث بعد, أو قد حدث وانتهى, أنت في " هنا " بينما عقلك مشدود للمستقبل.
- فإذا كنت تفكر هكذا متوافق مع عقلك فإن الآنا بسبب طبيعتها الراغبة في الظهور بمظهر القوي دائما وابدأ ستكون المسيرة لحياتك, ولديها آلية دفاع محكمة, وتشعر بأنها عرضة للهجمات وغير آمنة, وتنظر لنفسها على أنها مهددة دائما حتى مع الثقة بالنفس, فأي رسالة يتلقاها الجسد باستمرار من الآنا هي من صنع العقل تقول: أنا مهددة وردة الفعل هي الخوف.
- والآنا دائما على حق وتلتزم باليات دفاع مختلفة.
- إذا انقطعت صلتك بالعقل يعني لا فرق في إحساسك بالذات, فكأن لا وعيك فيها غير موجود والذي يكافح من اجل إثبات أنه على حق, وهكذا يصبح بمقدورك الشعور بحرية, وأن تفكر كما يحلو لك دون الاضطرار للدفاع عما فعلت.
- اللحظة الحاضرة هي كل ما لديك, فاجعلها محور حياتك الأساسية, وإذا دعتك الحاجة قم بزيارات منقطعة للماضي والمستقبل للاهتمام ببعض أوضاعك الحالية.
- أنزع الزمن من العقل لأنهما توأمان لا ينفصلان, فاستجابتك لإرادة العقل يعني وقوعك في شرك الزمن, لأنك ستكون مكرها على العيش مع الذكريات والتوقعات, وبالتالي لن تسمح للحظتك الحاضرة بالوجود, لأن الماضي هو من يحدد هويتك, ومستقبلك يعدك بالخلاص وهذا هو الخداع.
- الآن هو أغلى ما في الوجود, ولأنه الوحيد الموجود فالحياة هي الآن, ولن يكون هناك وقت طالما حياتك غير موجودة الآن, لاشيء يحدث في الماضي أو المستقبل, انه يحدث في الآن فقط.
- راقب عقلك وأفكارك وانفعالاتك ولا تحكم على ما تلاحظه أو تحلله.
- مراقبة العقل تخفف من طاقته لتتحول إلى الحاضر, وهذا يعزز من قدرتك على استخدام العقل, ويمنحها المزيد من القوة, وحين تستخدم عقلك ستكون أكثر إنتاجية وفعالية .
- الرجل المتنور يركز كل اهتمامه على الآن.
- عليك باستعمال الزمن في المظاهر العملية لحياتك, وعد إلى اللحظة الحاضرة بسرعة وكن متخلي عن " الساعة النفسية" التي تفكر في الماضي والمستقبل.
- لا تحرم نفسك من السعادة بتركيزك على الماضي والمستقبل: لا تحرم نفسك من لذة الآن, أنظر إلى الضوء والأشكال, كن مدركا للصمت والمساحات التي سمحت لكل هذه الأشياء بالتكون, المس, تحسس, استنشق, راقب, أعط اللحظة الحاضرة قدرها.
- في اللحظة التي تولي اهتمامك للآن تشعر بالحضور والهدوء والسكينة وراحة البال, فأنت حصلت الآن على ماتريد, ولن تعود وتنظر للمستقبل لتشعر بإنجازاتك.
- ,اطرح سؤالا دائما: هل أنا مرتاح من هذه اللحظة الحاضرة .
- لا ضرورة لانتظار شيء, استمتع باللحظة الحاضرة وحسب, متع نفسك بها.
- الحاضر بمقدوره أن يحررك من الماضي .
- قوة الآن هي قوة وجودك.
- كلما أعطيت الماضي اهتماما زائدا كلما أعطيته نشاط وقوة.
- من اجل أن تستمتع بالحاضر: يجب أن يكون عقلك هادئا في حالة ركود, لا تفكر في ماضي أو مستقبل.
- كن موجودا في كل لحظة من لحظات يومك.
- استشعر جسدك وتعمق في داخله في 15 دقيقة.
- تنفس من البطن ثم تأمل.
- عش جسدك الداخلي وأنت تقوم بنشاطاتك اليومية خاصة مع علاقاتك بالآخرين, تحسس الهدوء العميق في داخلك .
- عندما تكون في حالة تواصل دائم مع جسدك الداخلي وتشعر به طوال الوقت, فهذا يزيد من الوعي بداخلك, ولن تتمكن السلبية من التأثير عليك.
- تخيل وأنت مغمض العينين أنك محاط بالنور ببحر من الوعي, وتنفس في الضوء, وتحسس المواد المضيئة وتخيلها تملأ جسدك وتجعله مضيئا بدوره.
• القضاء على الآم الجسد
- معظم الآم البشرية هي نتاج رفض كبح جماح سيطرة العقل على مجرى حياتنا, بعض هذه الآلام نوع من عدم القبول وعدم الرضا, والمقاومة غير الواعية.
- كلما كنت أكثر انصياعا للعقل كلما توجعت أكثر.
- إذا كنت غير قادر على العيش في الآن فأي ألم عاطفي سابق سيبقى معك وكأنه حاصل الآن.
- عندما تكون المراقب لوجع حسدك لن يعد قادر على استغلالك.
- الآلام النفسية بحاجة إلى طعام فهي تتغذى من تجاربك السابقة, التي تسمح لها بإعادة إنتاج أوجاع جديدة مثل الحقد والحزن وغيره.
- تقبل ألم الجسد ولا تفكر به ولا تدع الأحاسيس تتحول إلى أفكار, مارس دور المراقب الصامت.
- عندما ترفض أي محاولة تسمح لك بالتحرر من الألم, فهذا معناه أنك تريد إبقاء نفسك مكتملا, لان الوجع أصبح جزء أساسيا منك, وهي مقولة غير واعية ولا يمكن التخلص منها إلا إذا حولتها إلى وعي وإدراك, فالآم جسدك موجودة راقبها وتقبل الأمر كما هو.
• علاقات الحب والكراهية
- إذا كانت معظم علاقات الحب تتحول إلى حب/ كراهية, أو تحول الحب إلى شعور بالعدوانية, فهذا حب غير حقيقي, لأنه يحمل نقيض الحقيقي, والحقيقي لا يحمل ذلك, هو ليس أكثر من إشباع رغبات الآنا, وعندما يعجز الحب عن تلبية احتياجاتها تعود المخاوف والأفكار وتطفو على السطح.
- كن مراقبا لأفكارك وتصرفات كخاصة التي ترددها وتكون نتاج عقلك, ومتوافقة مع قوانين الآنا لديك.
- كف عن اللوم, وتقبل الأشخاص كما هم, وارفض أملاءات الآنا, ولا تصدر الأحكام, وهكذا تجد نفسك حرا في تصرفاتك, وحرا في عدم القيام بردة فعل نحو أي تصرف من الآخرين.
- معاناة الماضي تتطلب تغذية دائمة لأن الآنا ترغب باستمرار في خلق الصراعات والنقاشات غير المجدية.
• قبول الآن
- عليك برمي ما ذبل وتحطم وذلك لإفساح المكان لأشياء جديدة وللسماح بتحولات, كما عليك باختبار الخسارة وبعض الألم حتى تتعرف إلى الأبعاد الروحية, وإلا تحولت نجاحك إلى أشياء تافهة.
- عندما لا تعتمد داخليا على شيء سترى أي الظروف العامة لحياتك سوف تتغير نحو الأفضل, وأشياء, وأناس, وظروف, دون أي جهد من قبلك.
- السعادة التي تزودك بها ينابيع ثانوية في الحياة هي انعكاس باهت لفرح الجوهر, إنما الجوهر يأخذك إلى ما وراء العقل, حتى لو تداعت كل الأشياء من حولك فستشعر براحة البال.
- كل مقاومة داخلية هي نشاط سلبي مثل: الغضب, التذمر, الخوف, الإحباط, وتسبب هذه المقاومة آلام جسدية ونفسية, لأن الآنا تعتقد أنه من خلال السلبية تتمكن من تشويه الواقع, أو الحقيقة للوصول إلى مبتغاها في جذب الظروف التي ترغب فيها, وهذا ما يغذيها, لكن عليك بتقبل الأمور كما هي.
- تصور نفسك شفافا تلامس الخارج بوضوح, فإذا سمعت مثلا ضوضاء أزعجتك دعها تمر عبرك, وتخترق جسمك, دون أن تترك أثرا فيك حيث لا جدران فتصبح أنت محصنا ضد الآخرين وضد الأذى.
- أحيانا تقبل أنك لست مرتاحا فلا تبحث عن أية حالة غير تلك التي أنت فيها الآن, وحتى لا تخلق صراع داخلي, فحين تتقبل الأمر تصبح كل لحظة هي أفضل لحظة, هذا هو التنور.
- سلامك الداخلي يعني أنك مقيم في الجوهر, غير قابل للتغيير, غير محدد بزمن, لا تعتمد على العالم الخارجي.
- إذا كان سلامك الداخلي عميق ومتسع بحيث يستوعب كل ما هو غير مريح حتى يبدو كأنه لم يكن موجودا في مما مضى, لن تشعر بأنك بحاجة للرد على من يتصرفون.
- التنازل أن تتقبل اللحظة الحاضرة بدلاً من مواجهة دفق الحياة الآن, تتقبلها بدون أي شرط أو تحفظ, هذا معناه حصر اهتمامك بها من دون أي تصنيف عاطفي, ومن ثم يمكنك فصل كل ما تستطيع لتخرج من الظرف الذي أنت فيه, وهذا هو النشاط الايجابي الأفضل كثيرا من السلبي, فعدم التنازل والسلبية يعطي الآنا قوة كبيرة.
- إذا كانت حالتك غير مرضية فاخرج من هذه اللحظة واستسلم للأمر الواقع واسأل نفسك " هل هناك شيء بمقدوري فعله لأغير ما أنا فيه " ثم تصرف بما يتلاءم مع الموقف.
- لا تركز اهتمامك على مئات الأشياء التي سوف تنجزها في المستقبل, بل ركز على أمر واحد يمكنك انجازه الآن, فيمكنك وضع خططك المستقبلية, لكن من الأفضل أن تخطط لما هو بمقدورك انجازه الآن.
- حينما تثير النقاش بينك وبين آخرين, أو تكون مجبرا على الدخول فيه, أنتبه لكيفية دفاعك عن نفسك حتى لا تكون سلبية, ثم تخلى عن النقاش لترى ما لذي سيحدث لاحقا هكذا تكون قد تنازلت.
- عندما تتنازل بالتركيز على اللحظة الحاضرة في حالة المرض, فأنت تستسلم لعوارض المرض مثل: الألم الجسدي, أو الضعف, لكنك لم تستسلم لفكرة المرض نفسها, فلا تشعر عندها أنك فاشل, أو مذنب, ولا تلق اللوم على نفسك.
- لا تعط المرض زمنا, دعه بلا ماض ولا مستقبل, دعه يجعلك تدرك أهمية اللحظة الحاضرة.
- في الظروف الصعبة " تنازل " لحقيقة تلك اللحظة, واعلم أن مقاومتك هي التي تتسبب بالمعاناة, كن شاهدا على ما يجري دون أن تتدخل.
- عندما تعاني من ألم مضني تبدو راغبا بشدة للتخلص منه بدلاً من أن تستسلم له, فأنت لا تريد أن تتألم لكن لا مفر من الأمر, البعض يهرب من الألم بالعمل, أو تناول الشراب, أو الغضب, لكن المعاناة لن تختفي, وعندما تتنكر لآلامك العاطفية فكل ما تفعل أو تفكر به سيتلوث بالمعاناة, لهذا أعترف بأنك تتألم إنما لا تفكر بذلك, عبر عن معاناتك, ووجه اهتماماتك إلى ما تشعر به لا إلى ما يقوله عقلك.
0 تعليقات