ملخص كتاب : قوة الفكر
الدكتور إبراهيم الفقي، دار الراية، 1430هـ - 2009 م - الجيزة - مصر. التلخيص بواسطة ماجد علي المزين
----------------------------------------------------------------
• قوة الفكر
- تقول حكمة هندية قديمة: "أنت اليوم حيث أتت أفكارك، وستكون غداً حيث تأخذك أفكارك".
- فلكي يبدأ أيّ سلوك يجب أن يبدأ بالفكر، الفكر هو سبب كل سلوكياتنا وسبب نتائجها أيضاً، وسبب حالتنا النفسية والعضوية، وصورتنا عن أنفسنا والثقة بها.
- يستقبل الإنسان كما يقول "جاك كانفيليد" 60.000 فكرة من نفس نوعها، ولو كانت إيجابية أخذت نفس العدد من ملفات وأفكار إيجابية، إذاً كما نختار طعامنا من أفضل الطعام فلنختر أفكارنا من أفضل الأفكار.
• الفكر له برمجة راسخة
- الفكر له برمجة راسخة مكتسبة من سبعة مصادر مختلفة جعلت منه مرجعاً للعقل يستخدمه الإنسان داخلياً وخارجياً، وهي:
1- الوالدان: أول برمجة اكتسبناها في حياتنا.
2- المحيط العائلي: من الإخوة والأخوات والأرحام الآخرين.
3- المحيط الاجتماعي: من الجيران وغيرهم من أفراد المجتمع.
4- المدرسة: وهي مؤثر قوي في برمجتنا التعليمية.
5- الأصدقاء: من أخطر مصادر برمجتنا بعد الوالدين، ولأنهم أول إنجاز شخصي في حياتنا، واختيارهم من أنفسنا، فمن الممكن أن نتعلم منهم السلوكيات السيئة أو الإيجابية.
6- وسائل الإعلام: والتأثر بها مثل التأثر بالتلفزيون والممثلين، وقد أكد معهد الأبحاث النفسية والفسيولوجي بنيوزلندا أن أكثر من 60% من حالات الاكتئاب سببها وسائل الإعلام التي تركز على السلبيات.
7- أنفسنا: لأنه بعد برمجتنا من العالم الخارجي وأصبح لدينا قيم واعتقادات، كما أصبح لدينا القدرة على إضافة سلوكيات جديدة سلبية أو إيجابية ويربطها العقل بالمعلومات السابقة فتصبح برمجتنا راسخة وعميقة.
- الفكرة قد تكون بسيطة لكنها في الحقيقة أعمق وأقوى مما نتخيل، هي بداية الأهداف والأحلام ومرجع العقل في التجارب والخبرات، وقد تكون السبب في الأمراض النفسية والعضوية، هي لا تتأثر بالحدود أو الوقت أو المسافات أو الأماكن وسبب سلوكياتنا وتصرفاتنا.
- نتائج الإنسان سببها أفكاره المتكررة حيث يربطها بأحاسيسه، حتى تصبح اعتقاداً، وبالتالي تتحول إلى عادة يتصرف بها تلقائياً دون أن يفكر، وتكون سبباً في نجاحه أو فشله، سعادته أو تعاسته.
• الفكر يصنع ملفات الذاكرة في العقل
- منذ الولادة، وكلما أدرك الطفل شيئاً، تكون عنده ملف يضاف إلى الملفات الأخرى، وهكذا كل ملف يختص بأمر من الأمور، فهناك ملف الحبّ وملف الغضب وملف الحزن، وهكذا تخزن كل التجارب المماثلة في ملف واحد، وعندما يتعرض الفرد لأحد المواقف يتعلق بالخوف مثلاً أو يفكر فيه يضاف ذلك إلى ملف الخوف ويتراكم فيه، وإذا أراد هذا الشخص التخلص من هذا الخوف وبدأ بالعلاج واستطاع التخلص منه هنا تأتي المفاجأة أنه تخلص من الملف بكامله؛ لأنه من نفس النوع.
- والتغيير يجب أن يبدأ من الداخل حتى يكون التغيير متكاملاً بتغيير الملف الخاص به.
• الفكر يصنع الاستراتيجيات العقلية
- "الاستراتيجية هي متتالية من أفكار محددة وتصورات داخلية وخارجية لتجارب معينة تؤدي الى نتيجة محددة، فالشخص الذي يقول إنه مصاب الصداع، عندما يستيقظ في الصباح فهو يستخدم متتالية من الأفكار والتصورات الداخلية التي تسبب الصداع" .
- مثلاً شخص يعتقد أنه لابُدّ أن يصاب بالأنفلونزا في شهر أغسطس فتراه يصاب بها كل عام.
- وفي الواقع أن كل حياتنا وتصرفاتنا ليست إلا استراتيجيات عقلية نعيش بها في أيّ مكان وزمان، استراتيجيات للنوم وأخرى للتعامل مع الناس وتناول الطعام وغيرها.
• الفكر يؤثر على الذهن
- كل فكرة تفكر فيها يأخذها العقل ويبحث لها في مخازن الذاكرة عن كلّ الملفات التي تساعدك وتدعمك في الاتجاه الذي يساعدك على نجاحها، سواء أكانت الفكرة إيجابية أم سلبية.
- مثلاً: لو فكرتك سلبية عن عملك أو زوجتك فسيلغي العقل كل شيء آخرعن هذا الشخص، أو هذه المهنة حتى تستطيع التركيز على هذه المعلومة فقط، ومن ثم يدعمها ويقويها من خلال كلّ الملفات المتشابهة في الذاكرة، ولو كانت الفكرة الملحة مثلاً هي تحسين الصحة والوصول إلى الوزن المناسب ستجد أن تركيز الذهن ينشط ويفتح كل الملفات الخاصة بتحسين الصحة والوصول إلى الوزن المناسب وهكذا.
• الفكر يؤثر على الجسد
- العقل والجسد كلٌّ منهما يؤثر على الآخر، فما تفكر فيه ينعكس على جسدك، مثلاً في المستشفى الرئيس بسان فرانسيسكو بالولايات المتحدة يعالجون المرضى بالضحك والأخبار الإيجابية، وكان نتيجة ذلك ارتفاع نسبة الشفاء بدرجة تتعدى 35%؛ لأنه عندما يفكر المريض في أفكار إيجابية، ويبتسم ويضحك ترتفع نسبة "الاندروفينات" في جسمه مما يساعد على الشفاء.
• الفكر يؤثر على الأحاسيس
- قوة الأفكار تؤثر على الأحاسيس، والأفكار من صنع الإنسان، والعالم الخارجي لا يؤثر في الإنسان إلا بإذنه الشخصي، فعندما مثلاً يركب الناس السفينة ويحذرهم أحد ما بان السفينة قد تواجه بعض الأمواج، فلو شعر أيّ شخص بدوار البحر وطلب الأقراص الخاصة بدوار البحر، نجد المسافرين يطلبون هذه الأقراص.
- لهذا إذا أردت أن تغيّر حياتك تحو الأفضل، قرر أن تبدأ من اليوم ولاحظ أفكارك وتحكم فيها، وسترى بنفسك الفرق الكبير والتغير الإيجابي في حياتك.
• الفكر يؤثر على السلوك
- برمجة أسلوب حياة وإدراك وقيم واعتقادات هي التي تسبب للإنسان سلوكه، ولهذا فإن90% من سلوكياتنا تلقائية تحدث بدون أيّ تفكير منطقي؛ لأننا تعودنا عليها واكتسبناها من العالم الخارجي،ولهذا لا تقل مثلاً: عن الآخرين إنهم سلبيون، أو عن نفسك أنك قلق، أو عن زوجتك إنها سلبية، أفصل بينك وبين سلوكياتك، وبين الآخرين وسلوكياتهم؛ لأنك ما تصفه هو السلوك وليس الشخص نفسه، فسلوكياتنا لا تعبر عن حقيقتنا كأفضل مخلوقات الله، لكن برمجة العالم الخارجي هي السبب.
- هناك سلوكيات عديدة، وهي:
1- سلوك عدواني همجي يتسم بالشراسة يمكن أن يكون سببه الخوف أو التقدير الذاتي الضعيف.
2- سلوك مطيع مستسلم يتسم بتفادي النزاع مع الآخرين وعدم تحمل المسؤولية في مواجهة التحديات، ويرجع أسباب هذا السلوك إلى الخوف من المواجهة أو من النتائج التي تحدث.
3- السلوك الحازم والواثق من نفسه، للرجل يتسم بالقدرة على التحكم في الأمور والسيادة التامة في معاملاته واتصاله بالآخرين، وللمرأة متحكمة ومتزعمه وتريد أن تثبت نفسها بقدرتها على تحمّل المسؤولية، وتفسير هذا السلوك ترجع إلى حماية المحيط الذاتي وبناء التوافق مع الآخرين، وهذا السلوك مكسب للجميع مما يؤدي إلى زيادة الإنتاج على الصعيدين الشخصي والمهني.
• الفكر يؤثر على النتائج
- الفكرة تؤثر على الذهن وتجعله يركز على المعنى، وبذلك يفتح كل الملفات التي تتعلق بنفس الفكرة ويؤثر بذلك على أحاسيسك، والأحاسيس هي وقود السلوك الذي يستخدمه الإنسان في تحركات جسمه وتعبيرات وجهه بسبب النتائج التي يحصل عليها الإنسان،ثم يأخذ المخ هذه النتائج ويخزنها في الملف الخاص بها في الذاكرة، فتصبح الفكرة أقوى وأعمق، هذه الأفكار التي تجعل الطالب مجتهداً أولا يذاكر ويكره الدراسة، في الحياة الزوجية فكرة واحدة سلبية لها القدرة أن تكون سبباً في الطلاق.
- الأفكار مثل البذور، وهكذا لو زرعت في ذهنك بذور التفكير السلبي فسيكون محصولك أو نتائجك سلبية، ولو زرعت بذور الحب والتسامح فسيكون محصولك من نفس النوع.
• الفكر وتأثيره على الصورة الذاتية
- إن الصورة الذاتية تعتبر من أسباب التغيير أو عدمه، مثلاً عندما يرسم أحدهم لنفسه صورة ذاتية بأنه مدخن ولن يستطيع أن يترك التدخين فمهما حاول أن يتركه فإنه لن ينجح، فالصورة الذاتية من أسباب النجاح من عدمه، وهناك مؤثرات قوية على الصورة الذاتية، مثل تأثير وسائل الإعلام على الأفراد، كما نجد على سبيل المثال الفتيات يردن أن يكون عندهنّ نفس جسم العارضات.
• الفكر وتأثيره على التقدير الذاتي
- التقدير الذاتي من الأسباب الرئيسة في تعاسة أو سعادة الإنسان، فمثلاً التقدير الذاتي الضعيف سبب أساس وراء الإدمان، ومعظم السلوكيات السلبية، وعدم الشعور بالحبّ والحنان، فعندما يشعر الشخص أنه غير محبوب يبحث عن تعويض لهذا الحبّ فمن المحتمل أن يهرب إلى المخدرات أو إلى الخمور أو إضاعة الوقت دون هدف.
- للتقدير الذاتي ثلاثة جذور، هي: التقبل الذاتي من الإنسان لنفسه ولشكله وعائلته ومجتمعه ووطنه، والقيمة الذاتية بشعوره بأن له قيمة وقدرة على الإنتاج والتقدم، والحبّ الذاتي أن يحبّ الشخص النعم التي أنعمها الله عليه، وأن يحبّ نفسه كما هو.
• الفكر وتأثيره على الثقة بالنفس
- الثقة هي القدرة الذاتية التي تدفع بالإنسان نحو النجاح والتقدم مهما كانت التحديات والمؤثرات الداخلية والخارجية.
- من الممكن أن يثق شخص في شيءٍ معين، لكنه قد يصادف تحدياً في حياته ويعتقد بفشله وحينذاك يفتح في ذهنه ملفاً للفشل في هذا الشيء.
- تحديات الحياة قد تؤثر على أفكار الإنسان وتجعله يفكر بطريقة سلبية تسبب له اعتقاداً سلبيا عن نفسه وقدراته، وتؤثر على كل أركان حياته، فإذا أردت أن تكون ثقتك في نفسك عالية وقوية فازرع الأفكار الإيجابية التي تغذي ذهنك وتجعل تركيزك الإيجابي في ثقتك في نفسك مهما كانت الظروف.
• الفكر يؤثر على الحالة النفسية
- أكثر من أيّ وقت في تاريخ البشرية يعاني معظم الناس أمراضاً نفسية، مثل: الخوف والقلق والتوتر والإحباط، ويرجع ذلك لأسباب عديدة، منها: التقدم والنمو السريع التغيير السريع في العالم، المنافسة القوية التي سببها التغيير السريع، والسرعة كما نلاحظ في المنافسة بين الشركات، حالة المزاج المنخفض وتكون السبب في فقدان الحماس، حالة الطوارئ الداخلية بمعنى العالم الداخلي للإنسان يكون في طوارئ حتى يحصل الإنسان على ما يريد سلباً أم إيجاباً.
- لو بحثنا في كلّ الحالات النفسية السلبية سنجد أن جذورها تحدث أولاً في العقل عن طريق الفكر والتفكير الذي قالت عنه الجامعات العالمية إنه يسبب 75% من الأمراض النفسية.
• الفكر يؤثر على الحالة الصحية
- د. "هربرت سبنسر" يقول: إن أكثر من 90% من الأمراض العضوية سببها الفكر، وهذا يسمّى "سيكوسوماتك" وأن ما يفكر فيه العقل يؤثر على كافة أعضاء الجسم الخارجية مثل تعبيرات الوجه، والداخلية مثل ضغط الدم وضربات القلب.
- الحديث السلبي مع الذات يسبب 75% من الأمراض العضوية ما يسميه علماء النفس "التمثيل السلبي" مثل: القرحة، الجلطة، ضغط الدم، ضعف جهاز المناعة.
• الفكر يتخطى الزمن
- تستطيع التفكير في شيء حدث في الماضي أو في شيء لم يحدث بعد، ويمكن الاستفادة من ذلك إيجابياً، مثلا فكر في تجربة سعيدة حدثت لك في الماضي ثم فكر في تجربة محددة وعشها بكلّ حواسك وكأنها تحدث الآن وتخيلها بكل تفاصيلها، تمتع بالأحاسيس ثم عد للوقت الحاضر هذا التدريب سيشعرك بالسعادة كما لو كانت التجربة تحدث فعلاً الآن.
- كذلك فكر في هدف تريد تحقيقه وفكر أنك حققت هدفك، وفكر في الفوائد التي تعود عليك؛ لأنك حققت هدفك، والآن ارجع للوقت الحاضر ستشعر بإحساس الإنجاز.
• الفكر لا يعرف المسافات
- الأفكار لديها القدرة على السفر إلى أيّ مكان دون التأثر بالمسافات، يقول ويليام جيمس، من روّاد علم النفس الحديث: "يستطيع الانسان أن يسافر بأفكاره الى أيّ مكان في الكون بسرعة لم تكن تخطر له على بال، وتسبب له أحاسيس ليس لها مكان إلا في ذهنه" .
• الفكر لا يعرف الوقت
- الفكر ينشط في أيّ وقت، وقوة الفكر لها القدرة على استخدام الوقت النفسي أو الساعة النفسية، ويأخذك إلى أيّ وقت تريده، ومن الممكن استخدام الساعة النفسية لصالحنا، مثلاً يومياً قبل أن تنام اكتب خمسة أشياء إيجابية قمت بها خلال اليوم، ولو كانت صغيرة، كمجرد ابتسامة لشخص ما أو زيارة مريض، واكتب وقت كل تجربة منها، ثم استخدم الساعة النفسية وعد بأفكارك إلى هذه الساعة وعش التجربة واسترجع تفاصيلها وكأنها تحدث الآن، واشعر بالأحاسيس الإيجابية، وارسم الابتسامة على وجهك، وقل الحمد لله.
• الفكر يرفع أويخفض الطاقة
- هناك أربعة أنواع من الطاقة البشرية يستخدمها الإنسان عندما يفكر في شيء، وهي:
1- طاقة مرتفعة إيجابية: عندما يكون لديك هدف وتشعر بالإنجاز وأنت تنفذه وأنك مستعدّ لمواجهة أيّ تحدٍّ.
2- طاقة مرتفعة سلبية: شعور بالغضب مثلاً، وهذا يغيّر من حالتك الداخلية،مثلاً ترتفع ضربات القلب ويزداد إفرازات "الأدرينالين".
3- طاقة منخفضة سلبية: يحدث مثلاً عند طرد أحد الأشخاص من عمله أو انفصاله عن شريك حياته، أو فقد عزيز عليه يمرّ الفرد بدورة نفسية تأخذه من حالة لأخرى، ففي البداية ينكر ولا يصدق، ثم يظلّ فترة حتى يستطيع البعض التأقلم السريع والبعض يظل فترات لا يريد أن يتقبل ما حدث، ثم يمرّ الإنسان بمرحلة اللوم يلوم نفسه والآخرين، ثم مرحلة الحزن الشديد على ما ضاع عنه، ثم مرحلة التقبل وهنا يتقبل الإنسان الواقع ويستمر في حياته.
4- طاقة منخفضة إيجابية: عندما نكون في حالة حبّ أو في حالة روحانية عميقة نحصل على هذه النوعية من الطاقة، فيشعر الإنسان بسعادة داخلية وبراحة نفسية وسلام داخلي.
• الفكر يولد العادات
- يكون الإنسان عاداته بنفس الأسلوب وهو تكرار السلوك وربط أحاسيسه معها، فيتكون له ملف بمعناها، ويعطيه قوة أكبر في تخزينه في عقله الباطن حينما يكرر السلوك، فإذا واجه في المستقبل نفس الموقف تصرف بنفس الطريقة.
- وهذا الشيء الذي يجعل البعض يعود إلى التدخين مرة أخرى؛ لأنها العادة التي تعوّد أن يهرب إليها لكي يشعر بالراحة.
- ولكي تتكون العادة يمرّ الإنسان بستّ مراحل أساس، هي:
1- التفكير: يفكر الشخص بالشيء يركز انتباهه عليه.
2- التسجيل: إذا فكر الإنسان في شيء يقوم المخ بتسجيله ويفتح له ملفاً من نفس الفكرة ويربطها بجميع الملفات من نفس النوع.
3- التكرار: عندما يكون الشخص نفس السلوك وبنفس الأحاسيس، مثلاً يدخن.
4- التخزين: بسبب تكرار التسجيل تصبح الفكرة أقوى، فيخزنها العقل بعمق.
5- التكرار: يكرر الإنسان السلوك المخزن بعمق في العقل الباطن ويستخدمه بطريقة تلقائية بدون إدراك واعٍ.
6- العادات: بسبب التكرار المستمر يعتقد العقل البشري بأن هذه العادة جزء هامٌ من سلوكيات الشخص فيعاملها مثل التنفس والأكل والشرب، مثل أية عادة قوية أخرى التي يصعب تغييرها.
• الفكر وتأثيره على قوانين العقل الباطن
- هناك القوانين التي وضعها الإنسان ويتحايل عليها، مثل أن يقود سيارته بسرعة تفوق السرعة المحددة، لكن هناك قوانين العقل الباطن التي لا يستطيع أن يتحايل عليها وتحدد مصيره، مثل:
- "قانون نشاطات العقل الباطن"، "أي شيء تفكر فيه سواء كان ذلك الشيء سلباً أم إيجاباً ينتشر ويتسع من نفس النوع". فلو فكرت مثلاً في القلق ستكون حساساً جداً لأيّ شيء يُقلق أو يسبب القلق، ولو فكرت وقلت لنفسك إنك فاشل سيعمل هذا القانون لكي يجعلك ترى نفسك فاشلاً، وترى الفشل حولك في كل مكان! فهذا القانون يساعدك على النجاح في أفكارك، إيجابية كانت أم سلبية.
- "قانون الفكر المتساوي": "أي شيء تفكر فيه سواء كان ذلك الشيء سلبياً أم إيجابياً ينتشر ويتسع من نفس النوع ويضيف إليه العقل ملفات من مخازن الذاكرة تكون متشابهة له"، مثلاً إنسان أعجبته سيارة معينة وأصبح يلاحظها في كل مكان! ثم بدأ يلاحظ سيارات أخرى من نوع آخر، منتشرة ثم سيارات من نوع ثالث، وهكذا، كذلك أحدهم يفكر كيف أن ابن عمه أغضبه ثم يجد نفسه يفكر في ابن خاله الذي أغضبه كذلك.
- "قانون التركيز": "أي شيء تركز عليه يؤثر في حكمك عليه وفي أحاسيسك وسلوكك ويسبب ثلاثة أشياء، هي: الإلغاء والتعميم والتخيل".
"أيّ شيءٍ تركز عليه يجعلك تحكم عليه وتشعر به فيقوم عقلك بإلغاء كل شيء آخر حتى يفسح المجال لإعطاء هذا الشيء حقه، ثم يقوم بتعميم الموضوع فيجعله مستمراً في الزمن وفي أيّ مكان، ثم يجعلك تتخيل ما ركزت عليه في المستقبل،افترض أنك قررت الخروج مع أحد أصدقائك الذي لم تره منذ فترة طويلة وشعرت أنك ستقضي معه وقتاً ممتعاً:
عمل قانون التركيز كالآتي:
الحكم: الصديق لطيف جداً.
الأحاسيس: أشعر بسعادة لأني سأراه.
الإلغاء: ألغى المخ أيّ شيء سلبي عنه.
التعميم: عمّم المخ المعلومات وفتح كافة الملفات التي تدعم رأيك.
التخيل: يجعلك المخ تتخيل نفسك وأنت تقضي معه وقتاً رائعاً.
- قانون المراسلات:
"العالم الداخلي هو إدراك ومعنى ووجهة نظر الإنسان في الأشياء وفي الحياة، وهو السبب في وجود العالم الخارجي" و "العالم الداخلي هو إدراكك ومعنى الأشياء بالنسبة لك، مبادئك واعتقاداتك، ووجهة نظرك في كل شيء بما في ذلك الأشياء والأشخاص، لذلك فإنّ أيّ شيء تفكر فيه سيؤثر على ما تراه في العالم الخارجي" ، فلو كان ما بداخل الشخص عدم التسامح سيكون تصرفه مع أيّ شخص بنفس الملف الداخلي لديه المختص بعدم التسامح.
ولو كان هذا الملف يحتوي على الحبّ والتسامح فسيظهر ذلك في العالم الخارجي، لهذا الله سبحانه وتعالى قال:"إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ" .
- قانون الانعكاس:
العالم الخارجي هو انعكاس لما يوجد في العالم الداخلي، قال "زينو": "ما الحياة إلا انعكاس من أفكارك واعتقاداتك"، ولكي تغير حياتك يجب عليك أولاً أن تغير أفكارك واعتقاداتك، فإذا أردت أن تحدث أيّ تغيير في حياتك أو علاقاتك انظر إلى داخلك وهناك ستجد الحلّ.
- قانون التوقع والانجذاب:
أيّ شيء تفكر فيه وتتوقعه وتربط به أحاسيسك ينجذب إليك من نفس النوع، قال رسول الله "ص": "تفاءلوا بالخير تجدوه"، فما تتوقعه ينجذب إليك وتراه أمامك.
- قانون الاعتقاد:
أيّ شيء تعتقد أنه حقيقي بالنسبة لك سوف يحدد تصرفاتك وسلوكك بما يتماشى معه حتى ولو كان هذا غير واقعي أو حقيقي، ففي جامعة بيل بالولايات المتحدة قالوا لبعض الطلبة إنّ ذوي العيون الزرقاء أذكى من ذوي العيون السوداء، فارتفع أداء ذوي العيون الزرقاء، فلما أخبروا الطلبة أن ذوي العيون السوداء أذكى وهناك خطأ حصل في النتائج ارتفع أداء ذوي العيون السوداء على حساب ذوي العيون الزرقاء.
- قانون السبب والنتيجة:
أي شيء تفعله سيعطيك نتيجته من نفس نوعه، فلو كررت هذا الفعل ستكون نفس النتيجة، مثلاً الزوج الذي يريد أن يكون سعيداً في زواجه لن يحصل على ما يريد بالعنف وعدم الاحترام، فإن هذه التصرفات ستعطيه نتائج لا يرغب فيها.
- قانون التراكم:
"أي شيءٍ تفكر فيه يسجله العقل ويفتح له ملفاً خاصاً من نفس نوعه، ولو تكرر هذا التفكير سيتراكم في نفس الملف، مسبباً أحاسيس من نفس نوعه، حتى ولو لم تضعه في الفعل في العالم الخارجي، مثلاً: الطالب الذي يرسب في الدراسة أكثر من مرة يترك الدراسة بسبب تكرار رسوبه،وجعله يعتقد أنه لن ينجح أبداً، أو التي لا ترغب بالزواج لاعتقادها أن الزواج شيء خطير بسبب أن جميع صديقاتها مطلقات أو متزوجات وفي منتهى التعاسة، لكن بالإمكان استخدام قانون التراكم في صالحنا عندما نتعلم أيّ شيءٍ نكرره حتى نتقنه مثلاً تعلم اللغات.
• الفكر والتسلسل الذهني
- علم "ديناميكية التكيف العصبي" من تأسيس المؤلف وأصبح العلم ماركة مسجلة عالمية، له مبادئ تساعدك على التحكم في قوة الفكرة و"التي تسبب الفكر والتسلسل الذهني، فالفكرة تسبب لك إدراكاً لمعنى معين، وهذا الإدراك يأخذك إلى ما يليه من فكرة أخرى وإدراك آخر، وهكذا تأخذك الفكرة من إدراك لآخر، حتى تصل بك إلى أقصى قوة من الأحاسيس التي يترتب عليها السلوك، وتسبب لك نتائج حياتك" ، ولاكتشاف قوة الفكر والتسلسل الذهني:
1- الفكر يسبب الواقع من نفس نوعه في وقت حدوثه، حيث الواقع يتسع وينتشر، فأيّ شيءٍ تفكر فيه سيصبح واقعاً بالنسبة لك، سلبياً كان أم إيجابياً، ولن يتغير هذا الواقع إلا إذا غيّرت الفكرة الأساس، مثلاً لو عندك صديق تحبّه فهذا واقع، ولو اختلفت معه فمن الممكن أن يتغير شعورك تجاهه، وهذا واقع آخر، والحقيقة أنّ الواقع ليس إلا إدراكاً لما يتبرمج عليه الإنسان، ومن ناحية أخرى حسب قانون نشاطات العقل الباطن ينتشر ويتسع الواقع من نفس نوعه، فإذا كان الواقع الشك في أحد أصدقاؤك ستجد أنكتكون حساساً جداً في التعامل معه، ومع كل إنسان آخر، فإن أردت تغيير الواقع السلبي ما عليك إلا أن تغيّر الفكرة التي سببت هذا الواقع.
2- دائماً ما يندمج وينسجم الإنسان مع واقعه الحالي: حتى لو كان واقع الأفكار لا تمت للواقع بشيء، ترى الشخص يندمج معها وعندما تتغير الأفكار يتغير الواقع معه، ويندمج مع الواقع الجديد.
3- دائماً سيجد العقل البرهان الذي يدعم واقعه: فلو كان يحبّ أحداً سيجد التدعيم لذلك، ولو غضب من أحد سيجد التدعيم لذلك، وهكذا يعمل العقل بنشاط ويدعم رأيك سواء كان ذلك في صالحك أم لا، كلّ ما في الأمر أنه يساعدك على النجاح في أفكارك.
4- يبني العقل البشري على آخر واقع: مثلاً في العلاقات الزوجية إذا كان آخر واقع هو الخلاف، ستجد أن العقل يعمل على تدعيم رأيك، ثم البناء على هذا الواقع الأخير، ولو فكر الزوج في زوجته أو العكس نجد أن العقل سيأخذهم على آخر واقع وقد يؤدي إلى الطلاق.
5- دائماً ستصبح أكثر مما أنت عليه الآن: يعمل معك هذا المبدأ بطريقة إيجابية لو قررت مثلاً تعلم لغة أجنبية فأنت تبدأ من لا شيء ثم تزداد معرفة يوماً بعد يوم حتى تتقن اللغة تماماً.
0 تعليقات