ملخص كتاب: تاريخ علم الاجتماع
المؤلف: د. محمود عودة
الناشر: دار النهضة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2000
التلخيص: ماجد علي المزين
نشأة علم الاجتماع والمفكرين الاجتماعيين
نشأ علم الاجتماع على يد العالم العربي ابن خلدون من خلال دراسته للتاريخ وتغير الدول، حيث أطلق على هذا العلم اسم "علم العمران البشري". أما علم الاجتماع بصيغته الحديثة فقد ظهر على يد أوجست كونت في أعقاب الثورة الفرنسية، نتيجة التبدلات الكبيرة في المجتمعات الأوروبية وبروز البرجوازية.
الفكر الاجتماعي المحافظ
عُرف علم الاجتماع المحافظ كرد فعل على التغيرات الاجتماعية السريعة التي حدثت بعد الثورة الفرنسية، إذ رأى المحافظون أن الأفكار الثورية قد تهدد استقرار المجتمعات. فكانت أفكارهم قائمة على:
- أن المجتمع سابق على الفرد، وبالتالي يجب المحافظة على استقراره.
- التأكيد على أهمية الدين، العرف، والتقاليد لحفظ تماسك المجتمع.
- رفض المساواة التامة بين الناس، حيث رأوا أن الطبقات هي جزء طبيعي من النظام الاجتماعي.
سان سيمون وأفكاره
رأى سان سيمون أن التحول من النظام الإقطاعي إلى النظام الصناعي كان حتمياً. وقد اعتقد أن رجال الدين والصناعة هم القادرون على تغيير المجتمع الرأسمالي الجديد.
أوجست كونت وأهم أفكاره
كان كونت مناصراً لفكرة الاستقرار الاجتماعي ورفض الثورات. وقد ركز في علم الاجتماع على الدفاع عن النظام الوضعي الجديد بعد الثورة الفرنسية. واعتقد أن المجتمعات تمر بمراحل ثلاث:
- المرحلة اللاهوتية
- مرحلة التنوير
- مرحلة المجتمع البرجوازي
كارل ماركس وأفكاره
استندت أفكار ماركس على الجدلية المادية والتفسير المادي للتاريخ. وقد بنى نظريته على أربع دعائم رئيسية:
- المادية التاريخية: أن التطور الاقتصادي هو المحرك الأساسي للتغيرات الاجتماعية.
- الصراع الطبقي: الصراع الدائم بين الطبقات المختلفة في المجتمع هو العامل الأساسي للتغيير.
- الاغتراب: ظاهرة اجتماعية نتيجة ظروف العمل.
- الوعي الاجتماعي: يعتمد على الواقع المادي للفرد وليس العكس.
البنيوية الماركسية
يرى ألتوسير وجودليه أن التغيرات الاجتماعية تنتج عن تناقضات داخلية في الهياكل الاجتماعية. كما يؤكدان على أن البنيات الاجتماعية مثل الاقتصاد، الدين، والسياسة قد تكون السبب الرئيسي في هذه التغيرات.
إميل دوركايم وأفكاره
كان دوركايم معارضاً للأفكار الثورية مثل الماركسية والليبرالية. وقد اعتبر أن الفرد يعتمد بشكل أساسي على المجتمع، وأن الابتعاد عنه يؤدي إلى مشكلات نفسية مثل الانتحار. من أهم أفكاره:
- أهمية السلطة والقيم الروحية في الحفاظ على تماسك المجتمع.
- ضرورة الحفاظ على النظم الاجتماعية لتحقيق الاستقرار.
ماكس فيبر وأفكاره
كان فيبر من أهم المساهمين في تطوير المنهج التأويلي في علم الاجتماع. وقد أكد على أن الدولة تحتكر حق استخدام العنف الشرعي، وأن فهم المعاني الاجتماعية يجب أن يعتمد على تفسير الخصائص الأصلية.
الخلاصة
يسلط هذا الكتاب الضوء على تطور علم الاجتماع من خلال أفكار مجموعة من المفكرين البارزين. بدءاً من ابن خلدون، مروراً بأوجست كونت، كارل ماركس، إميل دوركايم، وماكس فيبر، يظهر أن علم الاجتماع تطور استجابة للتغيرات الاجتماعية الكبرى التي مر بها العالم عبر التاريخ، بدءاً من الثورة الفرنسية حتى الرأسمالية الحديثة.
0 تعليقات